قال الحجاب في لهجة حانية:
أنــــــا جنــــة ممتلئة بالأزهـــــــــــــار الرائعة والعطــور الفواحـــــة التي تُغــــــري أي واحدة منكن تفهمني وتُدرك الحكمة مني بالتنزه في أرجـــــائي الواسعــــة والاستراحة في ظلالي الوارفــــة، وما لم تذِّكـــــر كل واحـــدة منكن نفسها بفضائلي فسأتحول عندها إلى عادة، وأصبح عبئـا ثقيـــــلا
والآن سأسرد لك المزايا التي تنالينها فور ارتدائك لي وتأدبك بآدابي:
1- أجر امتثال الأمر:
قال الله تعالى آمرا كل مؤمنة: "وَلَا تَبَرَّجۡنَ تَبَرُّجَ ٱلۡجَـٰهِلِيَّةِ ٱلۡأُولَىٰۖ "[الأحزاب: 33]
ولأني –أنا الحجاب- الفريضة التي فرضها الله عليك وعلى كل مسلمة فأنا مِن أحب ما تتقرب به امرأة إلى ربها، وفي الحديث القدسي: «وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضتُ عليه».
وأمر الله واجب النفاذ، والتحايل على الأمر بأن يصاحب حجابك تبرج وتعطر وخضوع بالقول وتكسُّر أخشى أن يكون فيه – دون أن تشعري- نوع من مخادعة الله والله لا يُخادع. قال الله تبارك وتعالى: "وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنٍ۬ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ ۥۤ أَمۡرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ ۥ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَـٰلاً۬ مُّبِينً۬ا" [الأحزاب: 36].
وليس أدل على هذه فرضية الحجاب من قول عائشة رضي الله عنها: وإني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار
ولا أشد تصديقا لكتاب الله ولا إيمانا بالتنزيل، لقد أُنزِلت سورة النور"وَلۡيَضۡرِبۡنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِہِنَّ"فانقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل الله إليهن فيها، ويتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته وكل ذي قرابته، فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها المُرَحَّل (المزخرف) فاعتجرت به (شدَّته على رأسها) تصديقا وايمانا بما أنزل الله من كتابه، فأصبحن وراء رسول الله (ص) مُعتَجِرات كأنَّ على رؤوسهن الغربان».
فلم تنتظر أي واحدة منهن إلى الصباح لتشتري حجابا بل مزَّقت المرط وهو ما يربط به الوسط لتستتر به كما أمرها ربها وعلى الفور دون أن تتخلف عن ذلك امرأة واحدة.
ولأهمية الحجاب وفظاعة التبرج وسوء عاقبته فقد قرن النبي (ص) بينه وبين الشرك والزنا والسرقة وغيرها من الكبائر، وبايع على ذلك النساء من أول لحظات إسلامهن. جاءت أميمة بنت رُقَيقة إلى رسول الله (ص) تبايعه على الإسلام، فقال: «أُبايعكِ على أن لا تشركي بالله شيئا، ولا تسرقي، ولا تزني، ولا تقتلي ولدك، ولا تأتي ببهتان تفترينه بين يديــك ورجليك، ولا تنوحي، ولا تتبرجي تبرج الجاهلية الأولى» 1.
([1]) حسن : رواه أحمد عن عبد الله بن عمرو كما في مسند أحمد رقم : 2/196
|
اضف تعليقك