نحو حجاب أكثر جمالا |
أختاه..إذا مررت وأنت تقرئين القرآن على سورة الملك فتوقفي قليلا عند قول الحق عز وجل: "ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَيَوٰةَ لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلاً۬" [الملك: 2]
واسألي نفسك: هل عرفت الآن ما الغرض من هذه الحياة؟! إنه الابتلاء والامتحان، والفائز فيه هو الأحسن عملا، فارفعي سقف طموحاتك وتطلعاتك، واطلبي أفضل أنواع الحجاب، وليبتدئ السباق بينكن أيتها الصالحات حول: أيتكن أفضل حجابا وأعظم ثوابا وأقرب بحجابها وسلوكها إلى ربها وأحب إلى نبيها؟!
إنه نوع الحجاب الذي تصرخ منه الشياطين وتبتهج به الملائكة، وإن منازل الجنة لتتفاوت وتُقسَّم على قدر اجتهاد العبد في الدنيا، فإن أردتِ أن لا يسبقك إلى الجنة أحد من أخواتك المحجبات فاسلكي طريق: 1- القدوة الحسنة: إذا صاحب جمال حجابك في الظاهرجمال أخلاقك في الباطن؛ وظهر ذلك جليا في سلوكك ومعاملاتك وصدقك وحيائك وأمانتك ووفائك وخدمتك لغيرك؛ عندها يرتبط في وجدان من حولك هذا السلوك بالتزامك بالحجاب الصحيح، فيسارعن إلى الاقتداء بك وإن لم تنطقي بكلمة.
إلى المعلمة مع طالباتها.. إلى المتفوقة في دراستها.. إلى المديرة مع موظفاتها.. إلى أي امرأة تشغل منصبا وتتحمل مسئولية ويُقتدى بها: لديك الفرصة الذهبية لتحصدي آلاف الحسنات، وذلك إذا كنت مع حجابك قدوة حسنة في مظهرك وكلامك ومعاملاتك. 2- الدعوة إلى الحجاب: إن ألف محجبة لا يؤثِّرن في من حولهن كأثر واحدة تعلن اعتزازها وفخرها بي وتشكر الله عليَّ، وشكر نعمة الحجاب إنما يكون بدعوة الأخريات إليه. دعوة بالفرنسية!!
تقول سوزي مظهر (عمها الممثل أحمد مظهر) وهي إحدى الداعيات الآن وهي تحكي قصة هدايتها وحجابها: "عندما تزوجت ذهبت مع زوجي سعيد ذو الفقار إلى أوروبا لقضاء شهر العسل، وفي أوج سعادتي الدنيوية المزيفة قلت لزوجي: أريد أن أصلي شكرا لله على نعمته فأجابني افعلي ما تريدين فهذه حرية شخصية، وأحضرت معي ذات مرة ملابس طويلة وغطاء رأس ودخلت المسجد الكبير في باريس وأديت الصلاة، وعلى باب المسجد أزحت الغطاء وخلعت الملابس الطويلة وهممت أن أضعها في الحقيبة وهنا كانت المفاجأة.. تقترب مني فتاة فرنسية ذات عيون زرقاء - لن أنساها طوال عمري- ترتدي الحجاب أمسكت يدي برفق وربتت على كتفي وقالت بصوت منخفض بالفرنسية ما معناه: لماذا تخلعين الحجاب؟ قلت: لأنني انتهيت من الصلاة، فقالت لي: ألا تعلمين أن الحجاب أمر الله؟ كنت وقتها لا أريد أن أسمع شيئا، فأنا في شهر عسل، ولم يكن عندي معلومات دينية كافية، كنت أستمع لها في ذهول، والتمست مني أن أدخل معها المسجد بضع دقائق حاولت أن أفلت منها لكن أدبها الجم وحوارها اللطيف أجبرني على الدخول، وسألتني: أتشهدين أن لا إله إلا الله، وتفهمين معناها بقلبك، فقلت طبعا فأنا مسلمة، فقالت لى: إنها ليست كلمات تقال باللسان بل لابد من التصديق والعمل بها وقرأت بالعربية هذه الآية: "قُلۡ إِنِّىٓ أَخَافُ إِنۡ عَصَيۡتُ رَبِّى عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٍ۬" [الأنعام: 15]، أرجو أن تفكري في ذلك، ثم صافحتني قائلة: انصري يا أختي هذا الدين!!". وكان من بركة هذه الكلمة التغير والانقلاب في حياة هذه المرأة المسلمة، فكم منكن يا صاحبات الحجاب تملك هذه الجرأة في الدعوة إلى ربها؟! ومن منكن سبقت هذه الفرنسية حديثة العهد بالإسلام يا من وُلدتن على الإسلام؟! 3- أول محجبة: إذا كنت أول واحدة ارتدت الحجاب في العائلة أو العمل أو الكلية أو الحي الذي تسكنين فيه، تُرى كم يكون عندها ثوابك وتتضاعف أجورك وتعلو درجاتك؟! وذلك حين تكونين أول القافلة وتسنين سنة حسنة وتقدمين النموذج الذي تنسج على منواله الأخريات. وأنا والله لا اسميك في هذه الحالة محجبة بل أنت بطلة من الأبطال تصارعين طوفان الفساد وتسبحين عكس التيار وتصرخين في وجه الشيطان: لا، لذا تستحقين وساما غاليا يكفيك أنه من الخالق سبحانه: "وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ ۥ وَيَخۡشَ ٱللَّهَ وَيَتَّقۡهِ فَأُوْلَـٰٓٮِٕكَ هُمُ ٱلۡفَآٮِٕزُونَ" [النور: 52] 4- احتساب الأجر: أنا من أكبر أبواب اكتساب الأجر وجمع الحسنات ورفع الدرجات، وذلك إذا عوَّدتِ نفسك أختاه كل مرة تضعين فيها حجابك على رأسك أن تتوقفي لحظة، وتراجعي نفسك لتستحضري نوايا كثيرة تجلب أجورا كبيرة، فاحتسبي مثلا: أجر امتثال أمر الله. وأجر الصبر على طاعة الله. وأجر الصبر عن رغبة الأنثى في التزين ولفت أنظار الرجال. وأجر الصبر على حرارة الجو وقطرات العرق. وأجر الاقتداء بالصالحات المؤمنات والتشبه بهن رجاء أن يحشرك الله معهن. وأجر حماية المجتمع من الاختلاط المؤدي إلى الرذيلة واستعار الشهوات. وأجر التعاون على البر والتقوى حين تعاونين كل شاب على حفظ دينه فلا يُفتن بك.
كل هذه نوايا صالحة أمامك تستطيعين أن تضاعفي بها أجرك عند ارتداء حجابك، وتمثِّل مجال تنافس وحلبة سباق بين جموع المحجبات لبلوغ أعلى الدرجات. |
اضف تعليقك