المزيد من مواضيع هذا القسم

قلب يئنُّ

غض البصر

قلب يئنُّ<

طباعة
الكاتب محمد السمان   
الأربعاء, 01 فبراير 2012 12:49

(قلب يئنُّ)..!!
المشكلة :
يقول صاحب الرسالة" بتصرف":
أنا مش عارف أبدأ منين ؟؟
بس دى مشكلتى أنا مش عارف أتوب توبة نصوح..
كل ما أتوب أرجع للذنب تانى..
أنا باموت وباتمنى ماكنتش اتولدت
أنا ربنا أنعم عليا كتيير جدا ..!!
فأنا ذا مهنه راقية .. حاصل على إجازة حفص ..!!
أنا بفضل الله عشت فى حياتى لحظات فعلا "لو كان أهل الجنة فى مثلها إنهم لفى نعيم"..!!
وعارف إن أنا السبب بس غير قادر على التغير تماما
وخايف جدا... من سوء الخاتمة ادعيلى أنا تعبان جدا وزهقت من نفسي..

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد النبي الأمين و على آله وصحبه أفضل الصلاة و التسليم.
تتمثل مراحل العلاج فيما يلي:
1-المرحلة الأولى في إيجاز هي التخلية أو الوقاية ، والمرحلة الثانية هي التحلية أو زيادة المناعة الإيمانية
2- مرحلة التخلية أو الوقاية تحوي عدة نقاط: الأول: التعرف على مقدمات الوقوع في الذنب ، وذلك عن طريق جلسة محاسبة دقيقة، في خلوة وهدوء نفس مع مناجاة الله عز وجل، ويا حبذا لو كان ذلك في وقت مبارك كالأسحار أو عقب صلاة الفجر

المقدمات هي: خلوة .. صحبة سيئة .. فراغ .. عدم شغل النفس بالحق .. المقدمات قد تكون مكان معصية يجبر العبد على السقوط كلما ذهب إليه .. المقدمات: شخص بعينه يجر العبد إلى الخطيئة

وهي التعبير القرآني: ولا تتبعوا خطوات الشيطان، فهذه هي خطوات الشيطان التي تستدرج العبد، وهي معنى الدعاء: وأرنا الباط باطلا وارزقنا اجتنابه.. هذا الدعاء جميل جدا، وهو مطلوب أن نستحضر الذنب بمقدماته ونحن ندعو به

من مقدمات الذنب: الخلوة والتفرد بعيدا عن الصحبة الصالحة، ومهما كان العبد تقيا قد يقع فريسة للتفرد، خاصة إذا كان حديث الالتزام وغير ذاتي العبادة، فالثبات في الخلوات هو سمت الأبطال وثمرة المجاهدات، ولا يكون في البدايات.

هجر أماكن الوباء والمعصية أيضا من عدم اتباع خطوات الشيطان، ومنها الأسواق وأماكن المنكرات، ولا يقبل دعوة أحد لهذه الأماكن خاصة إذا اقترن الذهاب إليها بالمعصية، ولابد من أن يكون ارتباطا شرطيا بين الذنب ومكان مقارفته، لينفر قلبه عن هذا المكان ويكرهه فلا يدنو منه.

من الوقاية ملء وقت الفراغ إن لم يكن بالطاعات فبالمباحات من الرياضات وزيارات الأصحاب وأخذ الدورات في اللغات والمهارات ... وهذه أس البلاء، فلو كان العبد سيد المتقين وكان فارغا لتسلل إليه الشيطان، ولذا قال شعبة بن الحجاج البصري أمير المؤمنين في الحديث: لا تقعدوا فُراغًا فإن الموت يطلبكم

التحلية أو تقوية أجهزة المناعة الإيمانية، وتبدأ أول ما تبدأ بالدعاء، ولتحرص أخي على حفظ المأثور منه حفظا متقنا، فاحفظ 30 دعاء مأثورا للنبي صلى الله عليه وسلم!!

وببركة الدعاء بالمأثور تتسلل بركة الشفاء إلى القلب، وبعد الحفظ تكون المداومة، واختيار أوقات الإجابة المباركة، وخاصة في الأوقات الثلاثة الفاضلة: في السجود وعقب الصلوات المكتوبات وفي الأسحار، وسترى العجب بالمداومة

بين صحبتين!!

لابد من هجر وحب!!

هجر الصحبة التي توقعك أو حتى تذكِّرك بالذنب، وبعد الهجر الاستبدال بأخرى صالحة، ولتحرص على الدعاء بأن ييسر الله لك جليسا صالحا ينتشلك مما أنت فيه، ومن أدام قرع الباب فُتِح له، ومن يئس من طرق الأبواب فقعد كان من الخاسرين

الخطة المضادة!!

لابد من وضوح خطة التصرف عند الوقوع في الذنب مرة ثانية، ومعرفة خطوات التوبة العملية التي تمحو الخطيئة، ولنذكر أن ملك السيئات يرفع يده بالقلم 6 ساعات فإن تاب العبد قبلها ما كتب عليه شيئا، خطط أنك إن وقعت ستفعل كذا من صدقة أو دعوة أو صيام أو قيام بصورة واضحة، وأبشر بالقبول، والشفاء بإذن الله

وأخيرا:

تذكر الذنب أم نسيانه!

إذا كان تذكر الذنب سيحبط العبد فهذه الذكرى من الشيطان، وإذا كان سينشِّطه لطلب ثأره من الشيطان وفعل الطاعات فهذا من الرحمن، فاعرف من الذي تسلط عليك: العدو أم الولي، واستعذ بالله من عدوك واطرد الذكرى السيئة لا ترمي بك في وادي اليأس، فهو من المهلكات والكبائر

آخر تحديث: الأربعاء, 01 فبراير 2012 16:19